انتشرت حركات الهجرة في الأعوام الأخيرة من منطقتنا بالوطن العربي إلى بلاد أخرى لأسباب مختلفة، ويتم تعريف الهجرة على أنها؛ عملية الانتقال من نطاق جغرافي إلى أخر، بغض النظر عن السبب أو المسافة التي يقطعها المهاجر، وقد يكون انتقال داخل دولته، أو خارجها، فيما يلي سنتعرف على أسبابها، وأشكالها والنتائج المترتبة عليها.
أسباب الهجرة
تختلف أسباب الهجرة من شخص لأخر؛ وكذلك يرجع إلى طبيعة المحيط الخاص به، ولطبيعة حالته المادية والاجتماعية، وكذلك الثقافية، وتكون من أسباب الهجرة ما يلي:
الأسباب الاقتصادية
يكون واحد من الأسباب الكبيرة للهجرة لبلد أخر؛ وذلك بسبب الظروف المعيشية الصعبة، وكذلك الاقتصادية للدولة التي بها الفرد، والتي تنعكس عليه بشكل كبير، وفي حال عدم قدرته على مواجهة تلك المشاكل، فيحاول البحث عن مكان أخر، يقدر به توفير لنفسه ولعائلته فرصة عيش أفضل، وحد أدنى من المعيشة وفرص متساوية؛ للتطوير من مستواه، أو قد يحدث الانتقال من المكان الذي يعيش به داخل دولته إلى مكان أخر.
الأسباب الاجتماعية
أيضا تمثل الظروف الاجتماعية سببا من أسباب الهجرة، التي يسعى لها الأفراد، فقد ينتقل لمكان يتواجد به أقارب أو معارف له، بدلا من وجوده بمفرده بمكانه، أو قد يهرب من التدخلات الغير مبررة من المحيطين به، ومن عدم قدرته على ممارسة حياته الاجتماعية بشكل طبيعي وصحي، وأيضا قد ترتبط الأسباب الاجتماعية بالتعليم والمعرفة، فيبحث عن مكان يستطيع من خلاله توفير لنفسه ولأولاده فرص تعليم جيدة ومحترمة، يستطيعون من خلالها الوصول لمراتب علمية متقدمة.
تجنب ويلات الحروب
منطقتنا بالأونة الأخيرة، منطقة مليئة بالصراعات والمشاكل والحروب، والتي تسببت في الكثير من حركات الهجرة لدول أخرى، ونزوج جماعي لمواطنين الدول التي يحدث بها الصراعات؛ وذلك محاولة منهم النجاة من ويلات حرب لا دخل لهم بها، ومحاولين توفير لأولادهم ولأسرهم فرص عيش جيدة وأفضل، وبسبب عدم قدرتهم على الاستمرار في العيش داخل وبالقرب من مناطق الصراع تلك.
أسباب ثقافية
قد يتواجد شخص بمنطقة أو بدولة، لا تقدر الثقافة ولا توفر لمواطنيها فرص الحصول على مصادر مختلفة من الثقافة، وأيضا قد يتواجد بمكان المحيطين به لا يقدرون الاختلاف، وتقبل الأراء المخالفة، فيعيش الشخص بصراعات داخلية؛ بسبب عدم قدرته التعبير عما يدور بداخله، وخوفه من عدم التقبل وقد يصل الأمر للنبذ من قبل أفراد المجتمع، فيحاول الذهاب لمكان أو دولة أخرى، يقدر خلالها التعبير والحصول على المصادر المختلفة من الثقافة بشكل سلس.
أنواع الهجرة
تختلف أشكال وأنواع الهجرة، ومنها:
- الهجرة الداخلية؛ الانتقال داخل إطار الدولة، وقد تحدث من منطقة ريفية لأخرى حضرية، أو من مدينة لمدينة؛ وذلك بسبب عدم توفر خدمات لسكان المنطقة، من خدمات صحية وتعليمية ووظائف جيدة، فيبحثون عنها بمكان أخر داخل الدولة.
- الهجرة الخارجية؛ الخروج خارج حدود الوطن؛ للأسباب المختلفة؛ سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية.
- الهجرة المؤقتة؛ انتقال الشخص من المكان الذي يعيش به لمكان أخر، قد يكون داخل الدولة أو خارجها، وتكون هجرة اضطرارية؛ لأسباب وظروف ما، وفي حال انتهاء أسباب الهجرة، يعود الشخص لموطنه مرة أخرى.
- هجرة العقول؛ هجرة الطلاب والعلماء والمبدعون، من دولتهم لدولة أخرى؛ منهم لطلب العلم والبحث العلمي، وأخرون لعدم وجود التقدير اللازم والذي يستحقونه داخل بلادهم، فيبحثون عنه بالخارج، وتعتبر تلك الهجرة من أنواع أسباب الهجرة، فالدولة والمجتمع يخسرون خيرة عقولة النيرة، والذين بإمكانهم قيادة المجتمع للأفضل، في حالة الاهتمام بهم وتوفير لهم المناخ الجيد للنجاح والتميز.
[highlight color=”red”]يشرفنا المتابعة و الرد على جميع تعليقاتكم إذا كان لديكم أي استفسار [/highlight]