الأسرة القوية الناجحة هي أساس أي مجتمع سليم، ومع ذلك قد لا توجد أسرة تخلو من المشاكل فيما بين أفرادها، سواء بين الزوج وزوجته، أو بين الأباء والأبناء، وقد يكون هذا أمر طبيعي في الكثير من الأحيان، ولكن رغم ذلك لا يجب تركها تتفاقم؛ حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة وتصل لطريق مسدود، يكرهه الجميع.
أسباب المشاكل الأسرية
تحدث المشاكل الأسرية للكثير من الأسباب، وفيما يلي سنحاول التعرف على أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث مشاكل داخل الأسرة الواحدة:
- عدم التفاهم بين الزوج والزوجة، وهذا يتسبب في الكثير من المشاكل، عدم القدرة على التفاهم فيما بينهما، يخلق جوا عاما سيئا داخل الأسرة، وينعكس بالسلب على الأطفال، وطبيعي الاختلاف بين الزوج والزوجة، ولكنه يتفاقم لعدم القدرة على احتواء هذا الاختلاف، والتفاهم والمحاولة للوصول لنقاط مشتركة فيما بينهما.
- اختلاف الاهتمامات، هذا أمر طبيعي، عدم تفهمه والنظر لاهتمامات الشريك الأخر على أنها تافهه أو بدون قيمة، يعمل على تفاقم المشكلات على مر الوقت، وكذلك طريقة التفكير.
- عدم القدرة على التواصل مع الأبناء، وفهم رغباتهم وطرق تفكيرهم، والبعد عن التواصل والحديث معهم، يزيد من المشكلات الأسرية، وبخاصة عندما يكبر الأبناء؛ لاتساع الهوة بينهم وبين الأباء وعدم معرفة الأباء ما يحدث مع الأبناء، وعدم فهم الأباء لمتطلبات كل عمر يبلغه الأبناء.
- التغييرات الاجتماعية والفكرية التي تطرأ على الأبناء، فالأبناء بمختلف أعمارهم ومع مرور الوقت والعمر، ودخولهم تجارب مختلفة وكذلك مراحل دراسية مختلفة، يخضعون لتغيير كبير في الأفكار، قد يتعارض بعضها مع ما يتبناه الأباء؛ وهذا يعمل على حدوث مشاكل، في حالة عدم قدرة الأباء على التواصل مع الأبناء، والتعرف المستمر على التغييرات التي تمر بهم، والتعامل والتصرف معها بحكمة وعقلانية كبيرة.
- التغييرات الاقتصادية، قد تمر الأسرة بظروف اقتصادية صعبة؛ لأسباب مختلف قد يكون منها مشاكل داخل البلاد، أو مع كبر سن الأبناء، وازدياد طلباتهم واحتياجتهم واحتياجات الأسرة، مع ثبات الدخل، يخلق ضغط اقتصادي كبير، وقد يتسبب في الكثير من المشاكل.
حلول للمشاكل الأسرية
- سعي الزوج والزوجة للحديث الدائم المستمر، والتفاهم فيما بينهم، وتبادل الحديث عما يخص الأسرة وكل منهما، يساعد على التقريب في التفكير وفي العلاقة فيما بينهم بشكل كبير، ومحاولة احتواء الاختلافات والتباينات، الفكرية والعاطفية بين الزوجين، أمر ضروري، يساعد على الفهم وعلى القدرة على حل أي مشاكل، وتجاوزها بشكل جيد بدون ترك مجال لزيادتها عن حد مسموح.
- فهم الاهتمامات المختلفة، وعدم التقليل منها، ومحاولة التشجيع الطرف الأخر عليها، وحتى في حالة عدم الاقتناع بها، يكون الأفضل الحديث معه والاستماع لوجهة نظره فيما يخص ما يقوم به، ولكن يكون حديث مبني على رغبة الاقتناع، والفهم لا المعارضة والجدال وفقط.
- المشاركة في الأمور المختلفة، مثل الأمور المنزلية ومساعدة الزوجة بها، فروح التعاون والتشارك، تخلق جوا جميلا داخل المنزل، يساعد في القدرة على تجاوز الصعاب والأزمات سويا.
- محاولة الاقتراب من الأبناء، والحديث المستمر والتفاهم معهم، والتعرف على التغييرات الفكرية والاجتماعية التي تطرأ على الأبناء، وعلى ما يمر بهم، ومشاركتهم في الأنشطة المختلفة سواء داخل المنزل أو بالخارج؛ حتى يحدث تقارب وفهم رغباتهم وتفكيرهم والسعي لتقليل الفروق الفكرية بينكما، ولكن لا تجعل الاقتراب والحديث المستمر، يحوله لشخص متواكل، يعتمد بشكل كامل عليك، عليك مساعدته بجانب الحديث له على أن يكون شخصية مستقلة وقيادية، قادرة على التعامل بحياتها، وللمزيد عن ذلك بإمكانك قراءة بعض النصائح التي قدمناها بمقالات سابقة.
[highlight color=”red”]يشرفنا المتابعة و الرد على جميع تعليقاتكم إذا كان لديكم أي استفسار [/highlight]